الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
وإنما هي من الاجتناب، وقال الأعشى:
{وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ (35)} أي: يصاحبك في سفرك، ويلزمك، فينزل إلى جنبك:{وَابْنِ السَّبِيلِ (35)}: الغريب.{مختالا (35)}: المختال، ذو الخيلاء والخال، وهما واحد، ويجئ مصدرا، قال العجّاج: وقال العبدىّ: أي: اختل.{فَساءَ قَرِينًا (37)} أي: فساء الشيطان قرينا، على هذا نصبه.{وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقَهُمُ اللَّهُ (38)} أي أعطوا في وجوه الخير.{مِثْقالَ ذَرَّةٍ (39)} أي زنة ذرة.{يُضاعِفْها (39)} أضعافا، ويضعّفها ضعيفين.{لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ (41)}: لو يدخلون فيها حتى تعلوهم.{وَلا جُنُبًا إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ (42)} معناه في هذا الموضع: لا تقربوا المصلّى جنبا إلّا عابر سبيل يقطعه، ولا يقعد فيه «والمصلّى» مختصر.{أَوْ عَلى سَفَرٍ (42)}: أو في سفر، وتقول: أنا على سفر، في معنى آخر: تقول: أنا متهى له.{أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ (42)}: كناية عن حاجة ذى البطن، والغائط: الفيح من الأرض المتصوّب وهو أعظم من الوادي.{أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ (42)}: اللماس النكاح: لمستم، ولامستم أكثر.{فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا (42)} أي فتعمدوا ذاك، والصعيد: وجه الأرض.{نَصِيبًا مِنَ الْكِتابِ (44)}: طرفا وحظا.{مِنَ الَّذِينَ هادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَواضِعِهِ (46)} هادوا في هذا الموضع: اليهود، والكلم: جماعة كلمة، يحرّفون: يقلّبون ويغيّرون.{مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهًا (47)} أي نسوّيها حتى تعود كأقفائهم، ويقال: الريح طمست آثارنا أي محتها، وطمس الكتاب: محاه، ويقال:طمست عينه.{افْتَرى إِثْمًا عَظِيمًا (48)} أي تخلّقه.{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ (49)} ليس هذا رأى عين، هذا تنبيه في معنى: ألم تعرف.{فَتِيلًا (49)}، الفتيل الذي في شقّ النّواة.{انْظُرْ كَيْفَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ (50}):مثل {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ}.{بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ (51)} كلّ معبود من حجر أو مدر أو صورة أو شيطان فهو جبت وطاغوت.{أَهْدى مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا سَبِيلًا (51)}: أقوم طريقة.{نقيرا (53)} النّقرة في ظهر النواة.{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ (54)} معناها: أيحسدون الناس.{وَكَفى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا (55)} أي وقودا.{نُصْلِيهِمْ نارًا (56)}: نشويهم بالنار وننضجهم بها، يقال: أتانا بحمل مصلى مشوى، وذكروا أن يهودية أهدت إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم شاة مصلية، أي مشوية.{وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ (59)} أي ذوى الأمر، والدليل على ذلك أن واحدها «ذو».{فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ (59)} أي اختلفتم.{فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ (59)} أي حكمه إلى اللّه فاللّه أعلم.هو تفسير أبى عبيدة، قال ذلك في هذه الآية، وزاد: «والدليل... ذو». أي واحد أولى لأنها لا واحد لها من لفظها.{شَجَرَ بَيْنَهُمْ (65)} أي اختلط.{لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا (65)} أي ضيقا.{وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ (66)} معناه: قضينا عليهم.{ما فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِيلٌ مِنْهُمْ (66)} ما فعلوه: استثناء قليل من كثير، فكأنه قال: ما فعلوه، فاستثنى الكلام، ثم قال: إلّا أنه يفعل قليل منهم.ومنهم من زعم: أن «ما فعلوه» في موضع: ما فعله إلّا قليل منهم، وقال عمرو بن معدى كرب: فشبّه رفع هذا برفع الأول، وقال بعضهم: لا يشبهه لأن الفعل منهما جميعا.{ما يُوعَظُونَ بِهِ (66)}: ما يؤمرون به.{وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)}: من الإثبات، منها: اللّهم ثبّتنا على ملّة رسولك.{وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقًا (69)} أي رفقاء، والعرب تلفظ بلفظ الواحد والمعنى يقع على الجميع، قال العباس بن مرداس: وفى القرآن: {يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا} [24/ 5] والمعنى أطفالا.{فَانْفِرُوا ثُباتٍ (71)}: واحدتها ثبة، ومعناها: جماعات في تفرقة وقال زهير بن أبى سلمى: وتصديق ذلك {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعًا (71)}، وقد تجمع ثبة: ثبين، قال عمرو بن كلثوم: {لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتالَ (77)} معناها: لم فرضته علينا.{لَوْلا أَخَّرْتَنا إِلى أَجَلٍ قَرِيبٍ (77)} معناها: هلّا أخرتنا.{بُرُوجٍ (78)}: البرج: الحصن.{مُشَيَّدَةٍ (78)}: مطوّلة والمشيد المزيّن، الشّيد: الجصّ والصّاروج، والبروج: القصور.{فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا (80)} أي محاسبا.{بَيَّتَ طائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ (81)} أي قدروا ذلك ليلا، قال عبيدة بن همّام أحد بنى العدوية: بيّتوا أي قدّروا بليل، وقال النّمر بن تولب: كل شيء قدّر بليل فهو تبيّت.{أَذاعُوا بِهِ (83)}: أفشوه، معناها: أذاعوه، وقال أبو الأسود: يقال: أثقب نارك، أي أوقدها حتى تضىء.{الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ (83)}: يستخرجونه، يقال للرّكية إذا استخرجت هي نبط إذا أمهاها يعنى استخرج ماءها.{وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ (84)} أي حضّض.{عَسَى اللَّهُ (84)} هي إيجاب من اللّه، وهى في القرآن كلّها واجبة، فجاءت على إحدى لغتى العرب، لأن عسى في كلامهم رجاء ويقين، قال ابن مقبل: أي ظنى بهم يقين.{يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْها (85)} أي نصيب، ويقال: جاءنا فلان متكفلا حمارا، أي متخذا عليه كساء يديره يشبّهه بالسّرج يقعد عليه.{عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا (85)} أي حافظا محيطا، قال اليهودىّ في غير هذا المعنى: أي هو موقوف عليه.{عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا (86)} أي كافيا مقتدرا، يقال: أحسبنى هذا أي كفانى.{إِنَّ اللَّهَ كانَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا}. ونقل القرطبي أيضا قول أبى عبيدة هذا برمته.{وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ (88)} أي نكّسهم وردّهم فيه.{إِلَّا الَّذِينَ يَصِلُونَ إِلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ (89)}، يقول: فإذا كانوا من أولئك القوم الذين بينكم وبينهم ميثاق فلا تقتلوهم.{أَوْ جاؤُكُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ (90)} من الضيق، وهى من الحصور، وقد قال الأعشى: أخذه من وصل، أي انتسب.{وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ (90)} أي المقادة، يقول: استسلموا.{وَما كانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً (91)}، وهذا كلام تستثنى العرب الشيء من الشيء وليس منه على اختصار وضمير، وليس لمؤمن أن يقتل مؤمنا على حال إلّا أن يقتله مخطئا، فإن قتله خطئا، فعليه ما قال اللّه في القرآن، وفى القرآن: {الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ} [53/ 32]: واللّمم ليس من الكبائر، وهو في التمثيل: إلا أن يلمّوا من غير الكبائر والفواحش، قال جرير: المرحّل: برد في حاشيته خطوط، فكأنه قال: لم تطأ على الأرض إلا أن تطأ ذيل البرد، وليس هو من الأرض، ومثله في قول بعضهم: يقول: إلّا أن يكون بها. وقال أبو خراش الهذلىّ: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ (95)}: مصدر، ويقال ضرير بين الضرر.{وَمَنْ يُهاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُراغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً (100)}: المراغم والمهاجر واحد، تقول: راغمت وهاجرت قومى، وهى المذاهب، قال النابغة الجعدي: {فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ (100)}: ثوابه وجب.{أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاةِ (101)} أي تنقصوا منها.{فَإِذَا اطْمَأْنَنْتُمْ (103)} من السفر أو الخوف.{فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ (103)} أي أتمّوها.{كِتابًا مَوْقُوتًا (103)} أي موقتا وقّته اللّه عليهم.{تَأْلَمُونَ (103)} توجعون، قال أبو قيس بن الأسلت:
|